لقاء وبوح للشاعر المبدع زياد الجزائري

 ( لِقاءٌ وَبَوحٌ)

  بقيا اربع سنين زميلي دراسة في كلية واحدة وكانت هي

جميلةومن عائلة ثرية ، أما هوفَلم تكن ظروفهُ المادية 

تشجعه على البوح بحبه لها...ثم تخرجا من الكلية وافترقا

وبعد عقدين من السنين التقيا صُدفةً على غير ميعاد فأصرَّ على البوح لها بكل ماكان يختزنه تجاهها من مشاعر.........          

تَلاقَينا ومافي الوَهمِ وَعدُ تُرى ! جادَ الزَّمانُ بِما أَوَدُّ ؟

هُما عيناكِ مازاغَت عُيوني ولِكِنْ أَينَ كَالتُّفاحِ خَدُّ ؟

وأَينَ رَهافَةٌ في القَدِّ أَغوَت ؟ وَجِيدٌ شَفَّ مِنْ رِيٍّ وَزَنْدُ ؟

أَلَمْ يَكُ لِلجمالِ بِكِ ازدِهاءٌ؟ وكانَ لِكُلِّ سِحرٍ فِيكِ مَجدُ ؟

وكَمْ مِن مُهجَةٍ أَذبَلتِ شَوقاً وروضُكِ نَرجِسٌ، وَجَناكِ صَدُّ !

تَخَطَّاكِ الصِّبا واشتَفَّ مِنهُ فَمُ الأَيَّامِ مالا يُستَرَدُّ

ذَويتِ كَما الورودُ وغارَ حُسنٌ نَسِيتِ بِأنهُ في المُكثِ وَردُ

دُنايَ أَلَمْ تَكُنْ عَيناكِ سَيفاً لَهُ في صَدرِيَ المَحمومِ غِمدُ ؟

أما حامَت مُنايَ على شِفاهٍ ظِماءٍ والرُّضابُ بِهِنَّ شَهدُ ؟

لَكم أسهَرتِني جَفناً وَحَظِّي مِنَ التَّهيامِ ؛ حِرمانٌ وَسُهدُ

لَعَلَّكِ تَذكرينَ فَتىً مُعَنَّىً مَخايِلُ بُؤسهِ لِهَواهُ ضِدُّ ؟

حَباهُ اللهُ رُوحاً مِن شُعاعٍ وَقَلبَاً مالَهُ في العِشقِ حَدُّ

لَعَلَّكِ تَذكرينَ فَتىً نَحيلاً يَمُرُّ كَعابِدٍ أَضناهُ زُهْدُ ؟

أَشاحَ السَّعدُ عَنْ لُقياهُ وَجهَاً وَلَيسَ لِبائِسٍ في الغِيدِ سَعدُ

لَعَلَّكِ تَذكُرينَ أَسيرَ صَمتٍ كَأَنَّ ضُلوعَهُ لِمُناهُ لَحدُ؟

أَنا ذاكَ الأَسِيرُ كَتَمتُ عِشقي وَطَيفُ هَوايَ في عَينَيَّ يَبدو

تَجافى بِيْ عَنِ الشَّكوى إِباءٌ وَقَلبٌ في أتِّقاءِ الضَّيمِ جَلْدُ

لَقيتُكِ ياربيعَ الأَمسِ حَسبي وفي شَفَتَيَّ غُفرانٌ وحَمْدُ

ذَكَرتُ بِكِ الأماني والأَماسِي فَلَمْ يَكُ مِن أَنِينِ البَوحِ بُدُّ

أَجَلْ هِيَ قِصَّةٌ في الوهْمِ عاشت شَقِيتُ بِها وَأَحلَمُ لو تُرَدُّ

لَقِيتكِ والسنونَ طَوَيْنَ حُلْمي وَحُبُّكِ لَمْ يَزَلْ يَسقِيهِ وَجدُ

كَأَني قَيسُ إِذ مَنَّتهُ لَيلى فَأَفنى عُمرَهُ يُحييهِ وَعدُ

لَقِيتُكِ طابَ ظُلمُ الحُسنِ عِندي فَأكمَلُ عَدلِهِ إِذ يَستَبِدُّ

ولا شَهِدَت لَهُ عَينيْ جِراحاً فَقَلبي في بَلاطِ الحُسنِ عَبدُ

........ ........ .............. .......... ......... .............

شعر : زياد الجزائري من ديواني ( هموم وأشواق)