كن صديقي للمبدع محمود إدلبي
الحياة في حقيقة الأمر جميلة بالرغم من الشوائب
وهناك سوء تفاهم من فهم الحياة على حقيقتها
لأن في حقيقة الأمر القلوب مختلفة والعقل أيضا
هناك سنبلة إلى جانب الطريق وأنت تمر بها فلا تلاحظها
وهناك ثوب في أحد المحلات فيعجبك
ولكنك لا تستطيع أن تشتريه لأنك فقدت الحبيبة
ومنهم من يتعايش مع الرياح
ويحبها في الصباح
ولكن في المساء يغضب
ونعرف من يكافح من أجل أن يجد بيتا
يطل على البحر
وصديقي كان يمتدح الصخور والجبال والوديان
كل فرد منا له جذور مختلفة عن الآخر
وهنا المشاعر تضج حتى تطلب الخروج الى جهة لم نكن نعرف أنها هنا
وجارتنا
كان الزرع ينبت في جفونها
كأنه أجنحة ترفرف سعيدة
وأنا أجد على ضفاف حياتي
صديقا صدوقا
صادق يطوف هنا وهناك ولا ينتهي
إن وجد الى جواري
أو كتب لي كانت السماء الزرقاء جبهة لي
وإذا جاء البرد أشعر وكأنه معطفي
موعده إن جاء فهو إنتصار لي وفيه تسكن الزرعة الخضراء
فيه أحس وإن كتب حرفا بأني في الوطن الجميل وأني بخير
الحياة حقول هنا محروسة
تنمو فيها أروع المحاصيل
وعاشت مع أجيال كثيرة
وأيضا الحياة هناك حقوق مرتعشة
مشتعلة ببقاية أعشاب برية
لأن صاحبها لم يكافح من أجل أن تبدأ الحكاية الجميلة
على هذه القطة من الأرض
هنا فنان يعيش الحياة بهدوء وسكينة ونسيج من العلاقات الطيبة مع من حوله
حتى من في البعيد الذين عرفتهم عبرى الحرف والكلمة
وهذه صديقتي عرفتها من خلال الحرف والكلمة وأيضا من البلاد البعيدة
التي تعيش وتتنفس لهيب من لا يخافون الله
ولكنه كالوردة في حروفها وكلماتها
تسكن الحياة
وهي جارة للزمن
وفي يومها يتدفق الشفق مطرزا بألف حلم وحلم
فلا تثور ولا تحزن
اليوم نعيش الألم وغدا تأتينا موجات من السعادة
ولا بد لهذه الشتلة أن تخرج الى حيز الوجود
ولا بد لتلك الزرعة أن تموت
في فصل وفي زمن وفي فترة ما من الحياة
ولا تستغرب يا صاحبي ممكن الذي تحبه اليوم في فترة ما سوف يختفي ذلك الحب
من قلبك وحتى من وجودك
فلا تغضب
إنها الحياة
تحياتي
محمود إدلبي – لبنان
29-10-2021
تعليقات
إرسال تعليق